وزخات المطر تتناثر علينا رزازا
بكل ود وكأنها تبشر الصابرين من ابناء بلدي بقرب الفرج وتغسل بحنية دافقة عن كاهلهم
مواطن الوجع المتراكم على مر من الزمان.
وانا اتلاشى رهقا ممزوجا بعبق اللقاء مع عزيز محترم وابتسامات من شجون
وذكريات تبقى ابدا من احباءلنا مضو ولم يتركو لنا غير ان ندعوا لهم بكل الرحمة
فهذا الكون لا يستجب الا للزاهدين فيه الواهبينحياتهم للاخرين.
وانا احلق في تلك الفضائات تداعت الى ذاكرتي اتصالات مفقودة كانت بينها
تسأل عني وسط النهار الضجيج الذي كغيره من نهارات وطني الذي تقزم كما تتقزم احلامنا
في زاوية التدبير الدنيوي والقلق القاتل من غد افضل.
عاودت الاتصال بها وجائني صوتها كما الفته نقيا كروحها يقينا يبعث الامان
في اي حين وكل حال , سؤالها عن تداعيات ثورة في النفس كانت وكيف الأحوال....جاوبتها
بالحمد لله واين انتي وسط هذا الرزاز...قالتها بكل خير البسيطة اني اسبح وادعو الله
الفرج فانها ساعة استجابة اني في طريق العودة الى المنزل بعد يوم يتوالى مع غيره في
سلسلة لا متناهية والحمد لله.....حينها تلاشى كل رهق فيني,فالحياة لا تأتي الا بما
نعمل من اجل تجنبه ولو الى حين.
كم هي اللحظات التي تتسرب من بين ايدينا وحضورنا شاهد على وقائع جلسة
الحكم بالسجن مدى الحياة في غياهب الحياة نفسها والسعي اللا متناهي خلف احلام صارت سراب في
مساحات الوطن الحزين.
حالنا كقصة الراعي والقطيع في مجموعة (ايوسوبيكا)التاريخية والتي قال
عنها الفيلسوف الاغريقي ابولينوس بانها قصص (بسيطة) ولا اعتقد بانها لم تمر على راعينا (الوطني)
ولكن العبرة في استقراء الحكمة مما يقرأ وطالما ان هنالك من القطيع ما زال يلتف حول
الراعي في كل نداء بالرغم عن كل شواهد الزيف فحتما
سوف يلقى نفس المصير كما والحكمة من القصة.
اللهم يا عزيز جنبنا شر الفتن ولا تجعل الدنيا اكبر همنا و لامبلغ علمنا
اجعلها امطار نودع بها خريف المحنة وموسم الفشل السلطوي العظيم.... الغد اجمل... والأجتهاد
مذهب... وحسن اللقاء جمال ...والعطاء بذل نابع عن يقين.