الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

رزاز


وزخات المطر تتناثر علينا  رزازا بكل ود وكأنها تبشر الصابرين من ابناء بلدي بقرب الفرج وتغسل بحنية دافقة عن كاهلهم مواطن الوجع المتراكم على مر من الزمان.

وانا اتلاشى رهقا ممزوجا بعبق اللقاء مع عزيز محترم  وابتسامات من شجون وذكريات تبقى ابدا من احباءلنا مضو ولم يتركو لنا غير ان ندعوا لهم بكل الرحمة فهذا الكون لا يستجب الا للزاهدين فيه الواهبينحياتهم للاخرين.

وانا احلق في تلك الفضائات تداعت الى ذاكرتي اتصالات مفقودة كانت بينها تسأل عني وسط النهار الضجيج الذي كغيره من نهارات وطني الذي تقزم كما تتقزم احلامنا في زاوية التدبير الدنيوي والقلق القاتل من غد افضل.

عاودت الاتصال بها وجائني صوتها كما الفته نقيا كروحها يقينا يبعث الامان في اي حين وكل حال , سؤالها عن تداعيات ثورة في النفس كانت وكيف الأحوال....جاوبتها بالحمد لله واين انتي وسط هذا الرزاز...قالتها بكل خير البسيطة اني اسبح وادعو الله الفرج فانها ساعة استجابة اني في طريق العودة الى المنزل بعد يوم يتوالى مع غيره في سلسلة لا متناهية والحمد لله.....حينها تلاشى كل رهق فيني,فالحياة لا تأتي الا بما نعمل من اجل تجنبه ولو الى حين.

كم هي اللحظات التي تتسرب من بين ايدينا وحضورنا شاهد على وقائع جلسة الحكم  بالسجن مدى  الحياة في غياهب الحياة نفسها  والسعي اللا متناهي خلف احلام صارت سراب في مساحات الوطن الحزين.

حالنا كقصة الراعي والقطيع في مجموعة (ايوسوبيكا)التاريخية والتي قال عنها الفيلسوف الاغريقي ابولينوس بانها قصص (بسيطة)  ولا اعتقد بانها لم تمر على راعينا (الوطني) ولكن العبرة في استقراء الحكمة مما يقرأ وطالما ان هنالك من القطيع ما زال يلتف حول الراعي في كل نداء بالرغم عن كل شواهد الزيف فحتما  سوف يلقى نفس المصير كما والحكمة من القصة.

اللهم يا عزيز جنبنا شر الفتن ولا تجعل الدنيا اكبر همنا و لامبلغ علمنا اجعلها امطار نودع بها خريف المحنة وموسم الفشل السلطوي العظيم.... الغد اجمل... والأجتهاد مذهب... وحسن اللقاء جمال ...والعطاء بذل نابع عن يقين.

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

الثورة امل....الثورة الم




حديث الثورة لا يفارق المنتديات في الفضائات الأسفيرية كانت او في حلقات الشاي والجبنة التي تتناثر في فوضى ذات نكهة سودانية بطعم التلاقي على ارصفة الخرطوم بليل النيلية والمضاءة بالامل دوما.

حديث الثورة يفرض حضوره بقوة دافعها مشاهد الظلم والقهر ومحركها ابطال مسلسل الفساد الذي ينافس التركي بلا نهايات واحداث متجددة....كبت يتراكم في النفوس كنطفة تتجسد رويدا الى حين اختلاقها في مارد يجسد جبروت الانتقام الذي يقتلع كل شعارات الامل السلمية ويغرس الاما واحزانا تحكي عنها دموع الارامل والثكالى قصصا منسوخة بالدم .

دافعي للحديث  سلسلة من التقارير شاهدتها عن ليبيا بعد الثورة كشفت عن الوجه المؤلم للثورة ..الغام تحصد الارواح حتى الان و كانها لعنة شيطانية كتبها الطاغية, حظر قسري لقبيلة القذافي وتصفية حسابات واغتيالات بالجملة لكل من وقف في وجه الثورة من اهالي تاورغاء وان كان مرغما وتحت التهديد..ماساة فصولها تجسد الانتقام.

حديث الثورة يفتقد مألات القادم  بوجوهه المتعددة و المستترة احيانا خلف الظلام حاملة اسلحة للانتقام كنتيجة طبيعية للقهر المصنوع باحتراف عليه ديباجة البقاء للابد منسوجة بوهم تحدث عنه كتب الثورة بان جنون العظمة وحب القهر يتقاطعان دوما نحو العدم وكما جاء في محكم التنزيل(فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالو من اشد منا قوة) فصلت(15) 

فرد مساحات للحرية والتعبير اطارها الأعتراف بالاخر بدلا من صنع القهر ونسج خيوط الظلام ذلك السبيل لتلافي فصول جديدة من الالم الذي ارهق الوطن واوجع قلبه.

انتصر الثوار في ليبيا على نظام الطاغية ولم يستطيعوا الانتصار على نفوسهم من الولوج في دائرة الأنتقام اللا متناهية
الأنتقام ضعف والعفو والتسامح منطق الأقوياء...استغلال السلطة في القهر والقمع هو ضعف والمواجهة والحوار منطق وحجة الاقوياء


http://www.skynewsarabia.com/web/video/46300/%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%88-%D8%AA%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D9%85%D9%86