الخميس، 28 فبراير 2013

لا تعد فكل الموانئ في بلادي صارت للرحيل



اخي خالد
سلام عليك اينما حللت روحا عند بارئها نتجلى اليه ان يتقبلك شهيدا تشفع لنا خطايانا في هذه الفانية التي زهدت فيها حازما حقيبتك عازما الرحيل والوعد كذلك حيث تحلق ملاكا للرحمة بين من يستحقون اياديك العفيفة تمسح بها دمائهم وتطبب جراحهم والامهم اولئك الابرياء الانقياء الذين يدفعون فواتير حرب حمقاء ويوقعونها باشلائهم ويحملونها على رؤوسهم مدسوسة بخبث في بقايا ذكريات موسومة في اجساد تعبة في رحلة النزوح بلا امل يوقدون بها احزانهم في معسكرات اللاجئين.....
طيفك يترائ لي في كل حين اشتم رائحتك في ارجاء المدينة وماجاورها منذ ان حطت بي الطائرة في جوبا في ارض الاستواء حيث اولئك الناس الطيبون..منذ 1997في مارس من كل عام تذبل امالنا بعودتك ويبخل علينا القدر بمجرد رؤية احد لك في اي ركن من تلك الارض وان كان قصيا بخل علينا القدر حتى برسالة موسومة بذلك الصليب الاحمر يفيدنا بموتك حتى او باسرك, وفي كل عام تذبل الامال ويقوى الرجاء حتي العام 2005 بعد ثمانية اعوام
اخي الوحيد
او تدري ما حدث في ذلك العام..ساحكيك اخي فان دريت وقتها لما كنت رثيت ذكراك الغالية يا صديقي
حل السلام وصمتت المدافع وتوقف نزف الدماء وعاد النازحون من المعسكرات, في عامين في منتجعات كينيا هناك في مشاكوس ونيفاشا وداخل غرف من الخشب الاستوائي العتيد كان هو الوحيد الذي ان نطق سوف يشهد على ما احتفظوا به الساسة بين جدرانه تكلموا في اي شئ وكل شئ الا انتم  واشياء اخرى لم تجد بها قرائحهم حينها, فظلت بنودا معلقة كالالغام بدأت تتفجر هي الاخرى تسيل دماء جديدة تكتب سيناريو حرب عبثية اخرى وقودها احبتك الذين وهبتهم روحك السامية.
 اقام القوم سرادق الفرح وجاءت رسل السلام من شتى الاصقاع بيد اطلقوا حمام السلام زاجلا بالوعود الخضراء وباليد الاخرى اطلقوا رصاصة الرحمة على الوطن الكبير, وجاء القوم من هناك محملين بالوثائق والاوراق وخريطة الوطن الجديد احتفلوا  بسلام موقوت وهللو بانه النصر من عند الله وما دارت في اذهانهم كم من اسر دفعت بفتيتها وقودا لتلك الحرب منهم من اختصر الدرب احباطا كان اويقينا ونصبو سرادق العزاء وقالو ان لا رجاء
صبرنا حتى انهى الساسة الفقهاء احتفائيات السلام الموقوت ولا ادري ان كانو يدرون ذلك حينها فالقوم يا اخي بارعون في تمثيليات الوهم والكبرياء ذو (القسم الثلاثي) .
 جلنا بعدها بين مكاتب لا روح فيها جداراتها مصبوغة بالزيف والبهتان لا تستر حتى من اصبحو على حين غفلة من الزمان ولية للقوم وكل ما جادو به من قول القيت به في مزبلة نفس المكان وفي احيان اخرى القي بتراهات القول الفاجع من اولئك القوم في وجوههم القبيحة.
 اجل يا اخي فحينها تحول الرجاء تجليا ودعوة بقبولك مع الصديقين والشهداء لم نقم سرداق عزاء يا اخي ولما نقمه وحزن ذكراك يقطع افئدتنا  عشرة اعوام!! او سوف يطفئه سرداق للعزاء في ثلاثة ايام؟؟
لم اشأ اخي فجيعتك من مبتدا الحكاية حين حطت بي الطائرة في مطار جوبا كان لا بد لي من ابراز جواز السفر لماذا ؟ كي اثبت لابن جنسي قبل عامين اني احمل تاشيرة الدخول لدولة جنوب السودان اجل يا اخي الم اقل لك بان القوم تكلمو في كل شي الا انتم وبعض من الغام . روحك التي بذلتها من اجل ذلك الوطن الكبيرصارت هي اكبر واسمى من وطن ما زال يتلاشى ويبقى نسجيا للذكريات كيف لا يا صديقي والوطن قد صار صفقة للتفاوض والابتزاز وطن عشق ترابه دماء الابرياء ولا تمطر سمائه غير دموع القهر والظلم والاسى وكثير من قنابل.
اودعتني السلام عليك وانا احب يداها سائلا الرضا بللت وجهي دموع طاهرة هربت من مقلتيها لم ارها في قصص رحيلي الكثر قالت:عد لي باذنه تعالى وان بقيت هناك فبأذنه تعالى كذلك.. تأنس اخاك ورضائي لكم العمر كله...لا تزال في مخيلتها ذلك الابن البار الهدي الرضي حملت اسمك في ازمان الهجرة والاغتراب زمن قصي تحكي به الاجيال عن ام (خالد) سليلة الحسب والنسب وذلك البيت الكبير بحلة حمد المفتوح بابه دوما استقت فيه ومنه حب الخير للناس وارضعته لنا ذلك الاكسير..نعمات خالد الغندقلي اسمتك خالدا كي تخلد ذكرى اباها الذي اختطفته يد المنون على حين غفلة منهم فما لبثت تبحث عمن يخلد ذكرى جناها ضناها فلذة كبدها..
اباك صامدا مازال في عينيه ذلك البريق الذي يحكي الثورة وان خفت بفعل خذلان الزمان ولكن تبقى القصة والامل مشرعا في فصول كتاب الوطن الكبيرالذي درسه لنا سوية وكنت انت النجيب فيه يا اخي ...
البنات الحبيبات كما يحلو لك ندائهن قد حملن منك راية العطاء فامتهنت (سعيدة) الطب و(سلمى) الصيدلة في مسيرة حب الخير للاخرين التي تعطر منزلك الذي صار يضج بضحكات( رغد) عيش و(هنا) حياة و (نور) بصيرة و(تالية) للقران و(لينا) و(الاء)جل جلاله انت خال لهن وعم كذلك وكأن القدر قد خجل ان يأتي بخالد اخر من بعدك وابت الارحام ان تنجب رجلا غيرك في ذلك البيت
كم يعتني هذا القدر في اختيار الاستثنائيون في زمان الغفلة والضجيج....
اخي..
او تذكر تلك المدينة الامنة التي تغنينا فيها الحزن النبيل وكوني النجمة وعذرا حبيبي وايقاعات الموسيقار في رائعة (ارحل) انت والرائعون فقط قد رحلتم من كل الدنيا وما تبقى قد رحل عن المكان او اعتزم الرحيل فقد ضاق بهم هذا الوطن الكبير رغم اتساعه وصار صفقة على موائد القوم اللاهثون للاموال والتزواج يلعقون باصابعهم بقايا طعام فسد وكثير جدا من اوجاع الوطن.
اخي..
لا تعد وخذني معك.. فهنا قد صار خرابا صار فسادا صار ساقية نحن فيها كالثيران ندور وندور ثم ندور حلقة مفرغة من مكارم الاخلاق  من كل شيئ الا من ضنين وحيف وغصة في الحلق ودمعة ممسوكة بالكبرياء الزائف ..
سلام.... حرية.... عدالة اجتماعية  شعارات ثورة تتردد في احتجاجات موقوتة من عمر الفراغ العتيد في وطني الحبيب...
اخي العزيز قد صار الغد كابوسا صار تراجيديا تحكي عن اغتصاب براءة الاطفال في وضح النهار تحكي امتهان الجسد في ظلامات المدينة التي انتهك عرضها في احتراف مثير للاعصاب تحكي عن جيل صار الهروب طموحه واغتيال مكارم الاخلاق صار براغماتية المثقفين والنخبة .
لا تعد فقد اصبح الوطن خاويا من كل شئ الا الخوف والاحباط الذي صار زاد الانقياء و قد رفرفت رايات الاستسلام فوق هامات الصمود....لا تعد فليس هنا غير النفاق وبيوت من زجاج واسوار ساترة لاهات الجوع ليلا  وانين الظلم والجور في اقبية الظلام وعوالم الاشباح لا تعد وخذني اليك حيث التسامي والطمانينة خذني الى عوالمك التي صنعتها باقتدار انساني متفرد عوالم كانت احلامنا في مصانع للابتسامة على وجوه الانقياء....
اه يااخي كم هي مشروعة خيانتك لي وذهابك من دوني ويبقى وعدك لي ان تعود كي اذهب معك ... كلا قد اوفيت بان لا تعد وخذني معك واليك اتي حاملا كل الامل ...لا تعد فكل الموانئ في بلادي صارت للرحيل. 

الثلاثاء، 22 يناير 2013

يا سلااام يا اخوانا السودان اتاريهو ضرب الطيارات الاسرائيلية في مصنع اليرموك


وانا في مصر مطلع هذا العام مع احبة اعزاء ركبنا تاكسي والسواق طلع من البدو بتوع سيناء وبعدين الراجل متجهم وساكت زي ابو الهول كده فما حبيت ازعج خلوته مع نفسو قلت احتمال يكون مبسوط في عالم تاني ...
فجاة كده سألني بلهجة بدوية وبنفس الصرامة :انتو من فين؟ من غير اي ظرافة وبصرة عشان ما يعمل فيها ابو الهول براهو قتليهو من السودان ..
رد: من السودان والله رجالة انتو اسرائيل اقدرتو عليها وحدكم...
قلت لنفسي الراجل ده شكلو داير يشغلها لي ما هو كمان مزاجو عالي خالص لكن احسن اجاريهو فجاوبتو :قدرنا على اسرائيل كيف؟؟ انتو مو الطيارات الأسرائيلية جات عندكو في السودان!! 
قاطعتو وقتليهو ايوه..قال: ايوووه جات تفجر عندكم ومرت على سينا وما في حد شافها وطارت فوق البحروخشت عندكو لكن انتو مسكتوها ...طبعا في اللحظة دي انا دارت في نفسي خيالات عديدة جدااا وقلت احتمال الجماعة عاملين للعالم مفاجاة وشوية تعتيم كده في السودان لكن قلت والمصحف الشريف ما اكسر خاطرو ابدا كمان ده عربي قح ما عندو مشكلة حسم هوية زي ما قال رئيسنا قبل كده يعني للضمان كده لو قتليهو كلامك غلط كان السواد صورة للبروفايلات بتاعتكم والتعازي لشخصي الضعيف وكان اشيل ذنب احبتي الذين معي والذين ارتضو بقيادتي الفاشلة حتما لو قلت لا للبدوي
فطوالي وحياتكم لبست قناع الناطق الرسمي للجيش العربي السوداني وبكل العنجهية والكبرياء رفعت راسي وقتليهو:كيف نخلي الطيارات تضرب بلدنا يرضيك الكلام ده الطيارات دي مرت من عندكو عشان انتو ما عندكم رادارات زينا نحن طوالي شفناها وضربنا فيها بالصواريخ ومسكنا الطيارين وهم دلوكتي اسرى عندنا بنعاملهم معاملة حسنة وحنبادل بيهم كل الاسرى الفلسطينيين في السجون الأسرائيلية..
والله يا اخوانا لو شفتو ابتسامة الراجل ده جميلة كيف بعد التجهم والصرة ديك والله انا لمن قلت حرام ياخ لكن على شنو خلي عربي واحد من بين الملايين ينوم وهو يشعر بالعزة ..الراجل حلف ما يشيل مننا قروش لكن طبعا انا بطل كبير فاصرت عليهو وكمان معاهو بقشيش وودعتو وودعت معاهو احلام الانتصار والعزة والوهم الكبيييييير وسلام يا لنبي .............