الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

اغتيال وطن

ادماني هواك لا يضاهيه سوى عشقي للوطن رغم مرارات الواقع ومالاته وسخرية الأقدار وجدل الساسة (الفقهاء).

امتزجت دماء الهوى في دواخلي وقلبي ينبض حزنا فانفجر البركان وتناثرت حممه تشكل خريطة وطن لم نعرف له حدود ارتوت دواخلنا نيل عظيم فتناغمت قبائل الغابة والصحراء هوى عذري وارتحالٌ في مساحات لايحدها الا التسامح والاعتذار.

اعتراكات الواقع نبض يعيد للحياة رونقها طالما كان البقاء هو عنوان ارض شاسعة لا تضيق علينا الا بارادتنا نحن ولا احد سوانا.....ارتباط ابدي نسجت خيوطه على مر الزمان رداءاَ خالدا يدثرنا من شرور الاحتضان في غياهب الشك والتظلم والأرتهان لخيار الأنفصال وفؤادنا ينزف دماءا طاهرة نبيلة ورائحة البارود ازكمت انوفنا حتى صرنا ممسوسي هوية في وطن لنا وعلينا فداءه.

هنيئا (للأجنبي) حاملا حقائب الامنيات والاحلام النرجسية وخارطة الطريق للوطن الجديد......

عام جديد على الأوراق.... على المفكرات... على صدر الحوائط ومادة للذكريات
 والوميض الذي يتلالأ عشقا وارتعاشات الهوى والشوق للسمر على مروج النيل نحكي لأجيال قصة حب... ونبض وجدان يخفق خوفا من المصير.

يا وطني الذي اتنسم هواه ونيله يرويني حكايات السلاطين ومعانقة الغمام للأماتونج..يعبقني بابخرة الكجور في (قطية) صغيرة وحروبات طويلة وسلام جميل بقامة الأبنوس تزدان به وجوه الأمهات والأطفال.

انها قصة وطن وعشق وهوى... ما دار في عقولنا الفتيه يوما ان لمصيرنا خيارات غير استحالة الفراق...فما كان الا من غدر الزمان ان فتأنا نحدث عن مألات الخيار.......

 و انت يا ضلال الأشجار من لهيب الشمس.....
 انت يا جبنة مزاجاتي في صقيع الأغتراب....
 انت من عهدت فيك الصبر الجميل عند نواحات الأسى واحتضار الامنيات.

بالله عليك يا شتاء يا مولدي يا موسم فرحتي لا تك فصلا حزينا في كتاب الذكريات..
بالله عليك يا شتاء لاتك مادة للاختزال....
 كن علما للمجد نصبا تفتخر به الاجبال... عنوانا للكرامة.. شرفا بازخا يخضب هامات ابية.

اين هي الأسباب....
 اين العهود
 اين مكارم الأخلاق
 تبعثرت تناثرت وبدت بالتلاشي وصدى يردد في فراغات العقول......
 في ميادين المستديرة..... في معارض الفارهات..
صدى يحوم حول البنايات الشاهقات في جوفها مجالس الأنس (تهالكت)دواوينها التي من وراء البحار باكتناز الجالسين سحتا ونفاقا ورياء......
صدى تزكمه ادخنة المزاجات
 وتعبقه ابخرة النساء الجامحات ويسلب لبه صخب الفتيات الساحرات.....
وتدمع عينه مع الأيتام والامهات الصابرات.......
صدى يردد همسا نشيد العلم عند طابور الصباح مع اجساد هزيلة ترتجف بردا وخوفا من غد....... 
صدىً يردد فجيعة اغتيال وطن....................................

الخرطوم

 9-1-2011

هناك 6 تعليقات: